وقد اختلف القرّاء في هذا الحرف ، فقرأ الأكثرون «زيّن» بفتح الزاي على البناء للفاعل ، الذي هو «شركاؤهم» ، على معنى : زين لهم الشركاء قتل الأولاد ، وهذا وجه ظاهر.
وقرأ ابن عامر : زين بضم الزاي ، على البناء للمفعول الذي هو القتل ، (أَوْلادِهِمْ) بالنصب ، أعملوا فيه القتل ، (شُرَكائِهِمْ) بالجر ، على إضافة القتل إليهم (١) ، التقدير : وكذلك زين لكثير من المشركين قتل شركائهم أولادهم ، فأضاف القتل إلى الشركاء وإن لم يباشروه ؛ لأنّهم زينوه لآبائهم ودعوهم إليه.
وقد ضعفوا هذه القراءة للفصل بين المضاف والمضاف إليه.
قال أبو علي الفارسي (٢) : وهذا قبيح قليل الاستعمال ، ولكنه جاء في الشعر ، كما أنشده أبو الحسن الأخفش (٣) :
فزججتها متمكّنا |
|
زجّ القلوص أبي مزاده (٤) |
__________________
(١) الحجة للفارسي (٢ / ٢١٤) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٢٧٣) ، والكشف (١ / ٤٥٣) ، والنشر (٢ / ٢٦٣) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢١٧) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٧٠).
(٢) الحجة للفارسي (٢ / ٢١٤ ، ٢١٥).
(٣) الأخفش ، إمام النحو ، أبو الحسن ، سعيد بن مسعدة البلخي ثم البصري ، مولى بني مجاشع ، كان قدريا ، أخذ عن الخليل بن أحمد ولزم سيبويه حتى برع ، وكان من أسنان سيبويه بل أكبر ، وله كتب كثيرة في النحو والعروض ومعاني القرآن ، مات الأخفش سنة نيف عشرة ومئتين وقيل سنة عشر. (السير ١٠ / ٢٠٦).
(٤) انظر البيت في : الكتاب (١ / ١٧٦) ، وتخليص الشواهد (ص : ٨٢) ، والخزانة (٤ / ٤١٥ ، ٤١٦ ، ٤١٨ ، ٤٢١ ، ٤٢٢ ، ٤٢٣) ، ومعاني الفراء (١ / ٣٥٨) ، والخصائص (٢ / ٤٠٦) ، والأشموني (٢ / ٣٢٧) ، وشرح المفصل (٣ / ١٨٩) ، ومجالس ثعلب (ص : ١٥٢) ، والحجة للفارسي (٢ / ٢١٥) ، والدر المصون (٣ / ١٨٧) ، والطبري (٨ / ٤٤) ، والقرطبي (٨ / ٣٣). ـ