ألف (١).
وفي المشار إليهم ثلاثة أقوال :
أحدها : أنهم أهل الضلالة من هذه الأمة. قاله أبو هريرة (٢).
فعلى هذا ؛ معنى «فارقوا دينهم» : باينوه وتركوه جانبا واتبعوا أهواءهم.
ومعنى (فَرَّقُوا دِينَهُمْ) : آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه ؛ كالمعتزلة (٣) والرافضة (٤) ، فإنهم آمنوا بكثير مما جاءهم به النبي صلىاللهعليهوسلم وكفروا بكثير منه ، فإنهم لا يؤمنون بكثير من أحوال الآخرة ، كعذاب القبر ، وإخراج المؤمنين من النار بالشفاعة ، والنظر إلى وجه الله تعالى في الجنة.
ويجوز أن يكون معنى : (فَرَّقُوا دِينَهُمْ) : صاروا أشياعا وفرقا.
القول الثاني : إنهم أهل الكتاب. قاله ابن عباس والضحاك وقتادة ومجاهد (٥).
__________________
(١) الحجة للفارسي (٢ / ٢٢٨) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٢٧٨) ، والكشف (١ / ٤٥٨) ، والنشر (٢ / ٢١٦) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٢٠) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٧٤).
(٢) أخرجه الطبري (٨ / ١٠٥) ، والطبراني في الأوسط (١ / ٢٠٧). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٤٠٢) وعزاه للحكيم الترمذي وابن جرير والطبراني والشيرازي في الألقاب وابن مردويه.
(٣) المعتزلة : هم القائلون بأن العباد خالقوا أعمالهم ، وبنفي الرؤية ، وبوجوب الثواب والعقاب ، وهم عشرون فرقة (تحفة الأحوذي ٧ / ٣٣٤).
(٤) الرافضة : فرقة من فرق الشيعة ، سميت بذلك ؛ لأنها رفضت رأي زيد بن علي بن الحسين في صحة خلافة أبي بكر وعمر ، وانشقوا عليه (انظر : ضحى الإسلام ٣ / ١٣٦).
(٥) أخرجه الطبري (٨ / ١٠٥) ، وابن أبي حاتم (٥ / ١٤٢٩). وأخرجه النحاس في ناسخه (ص : ٤٤٢) عن ابن عباس. وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٤٠١ ، ٤٠٣) وعزاه للنحاس في ناسخه عن ابن عباس. ومن طريق آخر عن قتادة ، وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم. ومن طريق آخر عن مجاهد ، وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر. ومن طريق آخر عن ـ