قوله تعالى : (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) أخرج أبو داود في سننه عن أبي هريرة قال : «نزلت هذه الآية في أهل قباء : (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) قال : كانوا يستنجون بالماء فنزلت هذه الآية فيهم» (١).
وقيل : لما نزلت هذه الآية مشى رسول الله صلىاللهعليهوسلم إليهم فقال : ما الذي أثنى الله به عليكم؟ فقالوا : يا رسول الله نتبع الغائط الأحجار الثلاثة ، ثم نتبع الأحجار الماء (٢).
وقيل : يحبون أن يتطهروا من الذنوب.
(وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) من الشرك والمعاصي والأنجاس والأقذار.
(أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(١١٠)
قوله تعالى : (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ) ، قرأ نافع وابن عامر : " أسّس بنيانه" بضم الهمزة وكسر السين ورفع" البنيان" ، على ما لم يسمّ فاعله في الموضعين ، وقرأها الباقون بفتح الهمزة وفتح السين ونصب" البنيان" (٣).
__________________
(١) أخرجه أبو داود (١ / ١١ ح ٤٤).
(٢) أخرجه ابن ماجه (١ / ١٢٧ ح ٣٥٥) بنحوه.
(٣) الحجة للفارسي (٢ / ٣٣٦) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٣٢٣ ـ ٣٢٤) ، والكشف (١ / ٥٠٧) ، والنشر (٢ / ٢٨١) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٤٤) ، والسبعة في القراءات (ص : ٣١٨).