والأول أظهر وأشهر.
(وَما أَنْتَ عَلَيْنا بِعَزِيزٍ) أي : بممتنع علينا.
وقيل : ما أنت علينا بكريم فنعزّ فعلك ونحترمك عن أن نرجمك ، وإنما يعز علينا رهطك.
(قالَ يا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ) المعنى : أتراعون رهطي إكراما (١) لهم واحتراما ، ولا تراعون الله تعالى في رسوله المبعوث إليكم بأمره ونهيه (٢).
(وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْرِيًّا) قال الفراء (٣) : المعنى : رميتم بأمر الله وراء ظهوركم.
قال الزجاج (٤) : والعرب تقول لكلّ من لا يعبأ بأمر : قد جعل فلان هذا الأمر [بظهره](٥).
[قال الشاعر :
__________________
(١) في الأصل زيادة قوله : أكرما.
(٢) فائدة : قال الإمام الشوكاني في فتح القدير (٢ / ٥٢٠) : إنما قال «أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللهِ» ولم يقل : أعز عليكم مني ؛ لأن نفي العزة عنه وإثباتها لقومه كما يدل عليه إيلاء الضمير حرف النفي استهانة به ، والاستهانة بأنبياء الله استهانة بالله عزوجل ، فقد تضمن كلامهم أن رهطه أعزّ عليه من الله ، فاستنكر ذلك عليهم وتعجب منه ، وألزمهم ما لا مخلص لهم عنه ولا مخرج لهم منه بصورة الاستفهام. وفي هذا من قوة المحاجة ، ووضوح المجادلة ، وإلقام الخصم الحجر ، ما لا يخفى ، ولأمر ما سمى شعيب خطيب الأنبياء.
(٣) معاني الفراء (٢ / ٢٦).
(٤) معاني الزجاج (٣ / ٧٥).
(٥) في الأصل وزاد المسير : بظهر. والتصويب من معاني الزجاج ، الموضع السابق.