يعمل لما خلق له» (١).
ويروى عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال : «أغمي على عبد الرحمن بن عوف ، ثم أفاق ، فقال : إنه أتاني ملكان فظّان غليظان ، فقالا : انطلق بنا نحاكمك إلى العزيز الأمين ، قال : فلقيهما ملك ، وقال : إلى أين تذهبان؟ فقالا : نحاكمه إلى العزيز الأمين. قال : خليا عنه ، فإنه ممن سبقت له السعادة وهو في بطن أمه» (٢).
أخبرنا الشيخان أبو القاسم السلمي ، وأبو الحسن علي بن أبي بكر الصوفي قالا : أخبرنا أبو الوقت ، أبنا الداودي ، أبنا ابن حمويه ، أبنا الفربري ، ثنا البخاري ، حدثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد ، عن عبيد الله بن أبي بكر ، عن أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «وكّل الله عزوجل [بالرّحم](٣) ملكا فيقول : أي ربّ نطفة ، أي رب علقة ، أي رب مضغة. وإذا أراد الله أن يقضي خلقها قال : يا رب! أذكر أم أنثى ، شقي أم سعيد ، فما الرزق ، فما الأجل ، فيكتب ذلك وهو في بطن أمه» (٤). هذا حديث متفق على صحته. أخرجه مسلم من حديث أبي كامل الجحدري ، عن حماد بن زيد.
وأخبرنا أبو المجد محمد بن الحسين بقراءتي عليه قال : أبنا الإمام أبو منصور الطوسي محمد بن أسعد ، حدثنا الإمام أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي ، أبنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أبنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد المعروف بابن أبي
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ٢٨٩ ح ٣١١١) ، وعبد بن حميد في مسنده (١ / ٣٦ ح ٢٠).
(٢) ذكره اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (٤ / ٦٦٨ ـ ٦٦٩) ، والذهبي في سير أعلام النبلاء (١ / ٨٩).
(٣) زيادة من الصحيحين.
(٤) أخرجه البخاري (٦ / ٢٤٣٣ ح ٦٢٢٢) ، ومسلم (٤ / ٢٠٣٨ ح ٢٦٤٦).