الرسل (١).
فالمعنى : يصلون بينهم بالإيمان ، كما قال : (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) [البقرة : ٢٨٥].
وجمهور المفسرين على أن المراد : صلة الرحم (٢).
ويدخل في عموم قوله : (ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) وصل قرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقرابة المؤمنين الثابتة بقوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) [الحجرات : ١٠]. والمراد بصلتهم : العطف عليهم ، والإحسان إليهم ، والذبّ عنهم بالحق ، وإفشاء السّلام عليهم ، وزيارتهم ، والنصيحة لهم. وقد ذكرنا فيما مضى من كتابنا نبذة من الأحاديث المتعلقة بصلة الأرحام.
وقد أخبرنا الإمام أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي النحوي رحمهالله قراءة عليه وأنا أسمع ، أبنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز ، أبنا أحمد بن علي بن ثابت قال : حدثني عبد العزيز بن علي الوراق ، ثنا أبو موسى هارون الخطيب ، ثنا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم الإمام ، وكان يجلس لولده وولده (٣) في كل يوم خميس يعظهم ويحدثهم قال : أرسل إليّ المنصور بكرة واستعجلني الرسول ، فدخلنا فإذا الربيع واقف عند الستر ، وإذا المهدي ولي العهد
__________________
(١) ذكره الواحدي في الوسيط (٣ / ١٣) ، والسيوطي في الدر (٤ / ٦٣٦ ـ ٦٣٧) وعزاه لابن أبي حاتم وأبي الشيخ عن سعيد بن جبير.
(٢) أخرجه الطبري (١ / ١٨٥) عن قتادة. وذكره ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٥٧) ، والسيوطي في الدر (١ / ١٠٥) وعزاه لعبد بن حميد عن قتادة.
(٣) في تاريخ بغداد : لولده وولد ولده.