في الدهليز جالس ، وإذا عبد الصمد بن علي ، وداود بن علي ، وإسماعيل بن علي ، [وسليمان](١) بن علي ، وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين ، وعبد الله بن حسن بن حسن ، والعباس بن محمد ، فقال الربيع : اجلسوا مع بني عمكم ، فجلسنا ، ثم دخل الربيع وخرج ، وقال للمهدي : أدخل أصلحك الله ، ثم خرج فقال : ادخلوا جميعا ، فدخلنا فسلمنا وأخذنا مجالسنا. فقال للربيع : هات دويا (٢) وما يكتبون فيه ، فوضع بين يدي كل واحد منا دواة وورقا ، ثم التفت إلى عبد الصمد وقال : يا عم حدث ولدك وإخوتك وبني أخيك بحديث البر والصلة ، فقال عبد الصمد : حدثني أبي عن جدي عبد الله بن العباس (٣) عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إن البر والصلة ليطيلان الأعمار ، ويعمّران الديار ، ويثريان الأموال ، ولو كان القوم فجارا».
ثم قال : يا عمّ ، الحديث الآخر ، فقال عبد الصمد : حدثني أبي عن جدي عبد الله بن العباس قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إن البر والصلة ليخففان سوء الحساب يوم القيامة ، ثم تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) فقال المنصور : يا عم ، الحديث الآخر ، فقال عبد الصمد : حدثني أبي عن جدي ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «كان في بني إسرائيل ملكان أخوان على مدينتين ، وكان أحدهما بار (٤) برحمه ، عادلا على رعيته ، وكان الآخر عاقا لرحمه ، جائرا على رعيته ، وكان في عصرهما نبي ، فأوحى الله تعالى
__________________
(١) في الأصل : وسلمان. والتصويب من تاريخ بغداد (١ / ٣٨٥).
(٢) في تاريخ بغداد : دوي.
(٣) قوله : «بن العباس» كرر في الأصل.
(٤) في تاريخ بغداد (١ / ٣٨٦) : برا.