وقال قتادة ومقاتل (١) : لما أرادوا كتاب الصلح يوم الحديبية كتب علي عليهالسلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل بن عمرو : ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة ، فنزلت هذه الآية(٢).
وقيل : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوما في الحجر يدعو ، وأبو جهل يسمع ، وهو يقول : يا الله يا رحمن! فولى مدبرا إلى المشركين ، فقال : إن محمدا كان ينهانا عن عبادة الآلهة وهو يدعو إلهين ، فنزلت هذه الآية» (٣).
(قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) أي : قل لهم يا محمد : إن الرحمن الذي كفرتم به وأنكرتموه هو ربي لا إله إلا هو.
(عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) في نصرتي عليكم (وَإِلَيْهِ مَتابِ) مرجعي.
قال أبو عبيدة (٤) : هو مصدر تبت إليه.
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) (٣١)
__________________
(١) تفسير مقاتل (٢ / ١٧٦).
(٢) أخرج نحوه النسائي (٦ / ٤٦٤) ، وأحمد (٤ / ٨٦) ، والطبري (٢٦ / ٩٣) كلهم عن عبد الله بن مغفل. وذكره الواحدي في أسباب نزول القرآن (ص : ٢٧٩) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٤ / ٣٢٩).
(٣) زاد المسير (٤ / ٣٢٩).
(٤) مجاز القرآن (١ / ٣٣٠).