وقال ابن قتيبة (١) : يقال : هي لغة للنّخع. قال سحيم بن وثيل (٢) :
أقول لهم بالشّعب إذ ييسرونني |
|
ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم |
وقال آخر :
ألم ييأس الأقوام أني أنا ابنه وإن |
|
كنت عن أرض العشيرة نائيا (٣) |
ومعنى القولين واحد.
وإنما وقع اليأس موقع العلم ؛ لأن في علمك الشيء وتيقنك به يأسك من غيره ، كما استعمل الرجاء في معنى الخوف ، والنسيان في معنى الترك لتضمن ذلك.
وقال صاحب الكشاف (٤) : ويجوز أن يتعلق (أَنْ لَوْ يَشاءُ) ب «آمنوا» على أو لم يقنط عن إيمان هؤلاء الكفرة الذين آمنوا بأن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولهداهم.
(وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا) من الكفر والمعاصي (قارِعَةٌ) داهية تقرعهم ونازلة شديدة تنزل بهم. قال ابن عباس : عذاب من السماء (٥).
__________________
(١) تفسير غريب القرآن (ص : ٢٢٧ ـ ٢٢٨).
(٢) البيت لسحيم بن وثيل اليربوعي ، ونسب لابنه جابر أيضا بدليل قوله فيه : ... أني ابن فارس زهدم ، وزهدم فرس سحيم. وانظر : مجاز القرآن (١ / ٣٣٢) ، والطبري (١٣ / ١٥٣) ، واللسان ، (مادة : يأس) ، والبحر (٥ / ٣٨٢) ، والدر المصون (٤ / ٢٤٣) ، وتهذيب اللغة (١٣ / ٦٠ ، ١٤٢).
(٣) البيت لرباح بن عدي. وانظر : المحتسب (١ / ٣٥٧) ، والبحر (٥ / ٣٨٢) ، والدر المصون (٤ / ٢٤٣) ، والطبري (١٣ / ١٥٣) ، والقرطبي (٩ / ٣٢٠) ، وروح المعاني (١٣ / ١٥٦).
(٤) الكشاف (٢ / ٤٩٩).
(٥) أخرجه الطبري (١٣ / ١٥٦). وذكره السيوطي في الدر (٤ / ٦٥٥) وعزاه لابن جرير وابن مردويه.