(مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (١٨)
قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ) أي : فيما يتلى عليكم مثل الذي كفروا بربهم ، فأضمر الخبر.
والفراء يزعم أن «مثلا» ملغى ، وجاء الخبر بقوله : (أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ) عن المضاف إليه.
قال الزجاج (١) : وجائز أن يكون والله تعالى أعلم المعنى : صفة الذين كفروا بربهم أعمالهم ، كما تقول : صفة زيد أسمر ، أي : زيد أسمر.
وقال غيره : المثل مستعار للصفة التي فيها [غرابة](٢).
وقوله : (أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ) جملة مستأنفة على تقدير سؤال السائل ، تقول : كيف مثلهم؟ فقيل : أعمالهم كرماد.
ويجوز أن يكون «مثل أعمال الذين كفروا بربهم» أو هذه الجملة خبر للمبتدأ ، أي : صفة الذين كفروا أعمالهم كرماد ؛ كقولك : صفة زيد عرضه مصون ، وماله مبذول. أو يكون «أعمالهم» بدلا من (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا) على تقدير : مثل أعمالهم ، «كرماد» الخبر (٣).
(اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) جعل العصف لليوم ، والمراد : ما اشتمل
__________________
(١) معاني الزجاج (٣ / ١٥٧).
(٢) في الأصل : عذابه. وانظر : الدر المصون (٤ / ٢٥٨).
(٣) التبيان (٢ / ٦٧) ، والدر المصون (٤ / ٢٥٧ ـ ٢٥٨).