قال الزمخشري (١) : نصب «كلمة» بمضمر تقديره : جعل كلمة ، وهو تفسير لقوله : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً) كقولك : شرّف الأمير زيدا : كساه حلة ، وحمله على فرس ، ونحو ذلك.
ويجوز أن ينتصب «مثلا» و «كلمة» بضرب ، أي : ضرب كلمة طيبة مثلا ، بمعنى : جعلها مثلا ، ثم قال : (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) على أنها خبر مبتدأ محذوف ، بمعنى : هي كشجرة طيبة ، وهي النخلة. والمعنى : طيبة الثمرة.
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال ذات يوم : «إن الله ضرب مثل المؤمن بشجرة ، فأخبروني ما هي؟ [فوقع](٢) الناس في شجر البوادي ، وكنت صبيا ، فوقع في نفسي أنها النخلة ، فهبت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن أقولها وأنا أصغر القوم» (٣).
وفي رواية : «فمنعني مكان عمر واستحييت. ثم قالوا : حدثنا ما هي يا رسول الله؟ قال : هي النخلة. قال عبد الله بن [عمر](٤) : فذكرت ذلك لعمر ، فقال : لأن تكون قلت هي النخلة أحبّ إليّ من كذا وكذا» (٥).
(أَصْلُها ثابِتٌ) أي أصل الشجرة ضارب بعروقه في الأرض (وَفَرْعُها) أعلاها (فِي السَّماءِ) أي : في جهة العلو ، يشير بذلك إلى ارتفاعها في الهواء.
__________________
ـ وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.
(١) الكشاف (٢ / ٥١٩).
(٢) في الأصل : قوع. وكذا وردت في الموضع التالي. والتصويب من الصحيح.
(٣) أخرجه البخاري (١ / ٣٤ ح ٦٢).
(٤) زيادة على الأصل.
(٥) أخرجه البخاري (٥ / ٢٢٧٥ ح ٥٧٩٢) ، ومسلم (٤ / ٢١٦٤ ح ٢٨١١).