(فَإِذا جاءَ رَسُولُهُمْ) أي : فإذا أتاهم بالبينات فكذبوه ولم يتبعوه (قُضِيَ بَيْنَهُمْ) وبينه (بِالْقِسْطِ) أي : بالعدل ، فأنجى الرسول ومن وافقه ، وأهلك من شاققه أو نافقه. وهذا معنى قول الحسن (١).
ويجوز أن يكون المعنى : فإذا جاء رسولهم الموقف شاهدا عليهم ولهم ، قضي بينهم بالقسط.
قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ) يعني : مكذبي كل أمة ، في قول ابن عباس (٢). أو مكذبي هذه الأمة ، في قول غيره (٣).
والمعنى : ويقولون للنبي وأتباعه على وجه الاستبعاد لما توعدوا به من العذاب والمعاد : (مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
(قُلْ) لهم يا محمد (لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً) المعنى : فكيف أملكه عليكم وأجلب العذاب إليكم. وقد سبق تفسير الآية في سورة الأعراف (٤).
(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُهُ بَياتاً أَوْ نَهاراً ما ذا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠) أَثُمَّ إِذا ما وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢) * وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) (٥٣)
__________________
(١) زاد المسير (٤ / ٣٧).
(٢) مثل السابق.
(٣) مثل السابق.
(٤) عند تفسير الآية (١٨٨) من سورة الأعراف.