عبد الله الثقفي رئيس أصبهان ، ثنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم النيسابوري المزكي ، أبنا أبو بكر أحمد بن سلمان ، ثنا عبد الملك بن محمد (١) ، ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث (٢) ، ثنا شعبة ، عن أبي عمران ، عن عبد الله بن الصامت ، عن أبي ذر ، أنهم قالوا : «يا رسول الله! الرجل يعمل لآخرته ويحبه الناس؟ قال : ذاك عاجل بشرى المؤمن» (٣). هذا حديث صحيح أخرجه مسلم عن محمد بن المثنى ، عن عبد الصمد ، عن شعبة. وأخرجه أيضا عن بندار ـ واسمه محمد بن بشار ـ ، عن غندر ـ واسمه محمد بن جعفر ـ ، عن شعبة. وكأنني سمعته من طريق مسلم من الفراوي.
وأما البشرى في الآخرة فبأنواع ؛ منها : تلقي الملائكة إياهم مسلمين ومبشرين بالفوز والبشارة برضوان الله.
ومنها : بياض وجوههم ، وإعطاؤهم صحائف أعمالهم بأيمانهم.
(لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ) أي : لا تغيير لأقواله ولا خلف لمواعيده ، (ذلِكَ) إشارة إلى كونهم مبشرين في الدنيا والآخرة (هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
__________________
(١) عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم ، أبو قلابة الرقاشي الضرير ، كنيته أبو محمد ، فغلب عليه أبو قلابة ، رجل مأمون صدوق ، سكن بغداد إلى أن مات ، وكان موصوفا بالخير والصلاح ، مات في شوال سنة ست وسبعين ومائتين (تهذيب التهذيب ٦ / ٣٧١ ، والتقريب ص : ٣٦٥).
(٢) عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان ، أبو سهل التميمي مولاهم البصري ، محدث البصرة ، كان ثقة مأمون ، مات سنة سبع ومائتين (تذكرة الحفاظ ١ / ٣٤٤ ، وتهذيب التهذيب ٦ / ٢٩١).
(٣) أخرجه مسلم (٤ / ٢٠٣٤ ـ ٢٠٣٥ ح ٢٦٤٢).