يا ليت شعري والمنى لا تنفع |
|
هل أغدون يوما وأمري مجمع (١) |
قرأ الحسن البصري ويعقوب : «وشركاؤكم» بالرّفع ، ونصبه الباقون (٢).
فمن رفع عطف على الضمير في «فأجمعوا» وجاز من غير توكيد كالمنفصل ؛ لقيام الفاصل مقامه لطول الكلام ، كما تقول : أطرب زيدا وعمرو.
ومن نصب فعلى معنى : وادعوا شركاءكم ، وكذلك هو في مصحف أبيّ بن كعب. والعرب تضمر مثل هذا الفعل إذا كان في الكلام دليل عليه ؛ كقوله :
وعلفتها تبنا [وماء](٣) باردا |
|
................ (٤) |
نصب «الماء» لمحذوف دل الكلام عليه ، وهو ما بين العلف والسقي من الرابطة ، التقدير : وسقيتها ماء باردا.
وقال الزجاج (٥) : الواو في «وشركاءكم» بمعنى : مع ، أي : فأجمعوا أمركم مع شركاءكم ، كما تقول : لو تركت الناقة وفصيلها لرضعها ، أي : لو تركتها مع فصيلها.
ويجوز أن يكون نصب «شركاءكم» على قراءة من وصل الهمزة في «فأجمعوا» على العطف ؛ على الأمر ، المعنى : أجمعوا أمركم وأجمعوا شركاءكم.
__________________
(١) البيت لا يعرف قائله. وهو في : الخصائص (٣ / ١٣٦) ، والنوادر (ص : ١٣٣) ، ومعاني الفراء (١ / ٤٧٣) ، والبحر المحيط (٥ / ١٧٧) ، والدر المصون (٤ / ٥٣) ، والطبري (١١ / ١٤١ ، ١٦ / ١٨٣) ، والقرطبي (١١ / ٢٢١) ، وزاد المسير (٤ / ٤٨ ، ٥ / ٣٠٠).
(٢) النشر (٢ / ٢٨٦) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٢٥٣).
(٣) في الأصل : ماء. انظر : مصادر تخريج البيت.
(٤) صدر بيت لذي الرمة ، وقد تقدم.
(٥) معاني الزجاج (٣ / ٢٨).