وقرأ حمزة والكسائي : «عجبت» بضم التاء (١) ، وهي قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
قال أبو وائل : قرأ عبد الله بن مسعود : «بل عجبت» ، فقال شريح : إن الله لا يعجب ، إنما يعجب من لا يعلم.
قال الأعمش : فذكرته لإبراهيم ، فقال : إن شريحا كان معجبا برأيه ، وإن عبد الله قرأ : «بل عجبت» ، وعبد الله أعلم من شريح (٢).
قال الزجاج رحمهالله (٣) : إنكار هذا غلط ؛ لأن القراءة به ، والرواية كثيرة ، والعجب من الله تعالى بخلاف العجب من الآدميين ، وأصل العجب في اللغة : أن الإنسان إذا رأى ما [ينكره](٤) ويقلّ مثله قال : قد عجبت من كذا وكذا ، فكذاك إذا فعل الآدميون ما ينكره الله تعالى جاز أن يقول فيه : عجبت ، والله تعالى قد علم الشيء قبل كونه ، ولكن الإنكار إنما يقع والتعجب الذي به يلزم الحجة عند وقوع الشيء.
وقال الواحدي (٥) : إضافة التعجب إلى الله تعالى ورد الخبر به ، كقوله صلىاللهعليهوسلم :
__________________
(١) الحجة للفارسي (٣ / ٣١٥) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ٦٠٦) ، والكشف (٢ / ٢٢٣) ، والنشر (٢ / ٣٥٦) ، والإتحاف (ص : ٣٦٨) ، والسبعة (ص : ٥٤٧).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (١٠ / ٣٢٠٦ ـ ٣٢٠٧). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ٨٢) وعزاه لأبي عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.
(٣) معاني الزجاج (٤ / ٣٠٠).
(٤) في الأصل : يكره. والتصويب من معاني الزجاج (٤ / ٣٠٠).
(٥) الوسيط (٣ / ٥٢٣).