«عجب ربكم من إلّكم (١) وقنوطكم» (٢) ، و «عجب ربك من شاب ليست له صبوة» (٣) ، و «عجب الله البارحة من فلان وفلانة» (٤).
قوله تعالى : (يَسْتَسْخِرُونَ) أي : يسخرون ويستهزؤون ، أو يستدعي بعضهم من بعض السخرية.
قوله تعالى : (وَآباؤُنَا) معطوف على محل «إن» واسمها ، أو على الضمير في «لمبعوثون» ، والذي جوّز العطف عليه [الفصل](٥) بهمزة الاستفهام.
والمعنى : أيبعث أيضا آباؤنا ، على زيادة الاستبعاد (٦).
قال مكي (٧) : هذه واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام التي معناه الإنكار للبعث بعد الموت.
وقرأ ابن عامر وقالون : «أو آباؤنا» بإسكان الواو (٨) ، ومثله في
__________________
(١) الإلّ : الحلف والأيمان.
قال الخطابي في إصلاحه غلط المحدثين (ص : ١٥٢) : يرويه المحدثون بكسر الألف. والصواب : «ألّكم» بفتحها. يريد : رفع الصوت بالدعاء.
(٢) أخرج ابن ماجه (١ / ٦٤ ح ١٨١) ، وأحمد (٤ / ١١) هذا الخبر بلفظ : «ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ...».
(٣) أخرجه أحمد (٤ / ١٥١) ، والطبراني في الكبير (١٧ / ٣٠٩).
(٤) أخرجه البخاري (٤ / ١٨٥٤ ح ٤٦٠٧).
(٥) في الأصل : الفعل. والتصويب من الكشاف (٤ / ٤١).
(٦) هذا قول الزمخشري في الكشاف (٤ / ٤١).
(٧) الكشف (٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤).
(٨) الحجة لابن زنجلة (ص : ٦٠٨) ، والكشف (٢ / ٢٢٣) ، والنشر (٢ / ٣٥٧) ، والإتحاف (ص : ٣٦٨).