الواقعة (١) ، جعلها «أو» التي للإباحة في الإنكار ، أي : أنكروا بعثهم [وبعث](٢) آبائهم بعد الموت. هكذا ذكر مكي.
وأنا قرأت لنافع من رواية ورش أيضا عنه كقالون.
(قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ داخِرُونَ) : صاغرون.
(فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ) هذا جواب شرط مقدّر ، تقديره : إذا كان ذلك فإنما هي زجرة ، وهي لا ترجع إلى شيء ، وإنما هي مبهمة يفسرها خبرها.
والمعنى : فإنما هي صيحة واحدة.
قال الحسن وعامة المفسرين : هي النفخة الثانية (٣).
(وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠) هذا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢١) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤) ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ)(٢٦)
(وَقالُوا) يعني : منكري البعث (يا وَيْلَنا) سبق الكلام عليه وما بعده.
ويجوز أن يكون من تمام كلامهم ، وقول بعضهم لبعض إلى قوله تعالى : (احْشُرُوا). ويجوز أن يكون من قول الملائكة لهم ، ويجوز أن يكون قول الكفار.
__________________
(١) عند الآية رقم : ٤٨.
(٢) في الأصل : أو بعث. والتصويب من الكشف (٢ / ٢٢٤).
(٣) أخرجه الطبري (٢٣ / ٤٥) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٢٠٧) كلاهما عن السدي. وذكره الماوردي (٥ / ٤٢) ، والسيوطي في الدر (٧ / ٨٣) وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي.