قال ابن عباس : من كان ذاكرا لله تعالى في الرخاء ذكره الله تعالى في الشدة واستجاب له ، ومن يغفل عن الله تعالى في الرخاء وذكره في الشدة لم يستجب له.
إلى هاهنا سمعت من شيخنا رحمهالله.
عدنا إلى التفسير :
قوله تعالى : (إِذْ أَبَقَ) مجاز عن هربه بغير إذن من الله تعالى.
(فَساهَمَ) فقارع (فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) المغلوبين.
وحقيقته : المزلق عن مقام الظفر والغلبة.
(فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) أي : ابتلعه وهو مستحق للّوم ؛ لأنه أتى ما يلام عليه ، وهو قوله تعالى : (مُلِيمٌ) ، [وهو](١) في محل الحال (٢).
(فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) قال ابن عباس : من المصلّين (٣).
قال قتادة : كان كثير الصلاة في الرّخاء (٤).
وقال الحسن : من القائلين : (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)(٥).
__________________
(١) زيادة على الأصل.
(٢) انظر : الدر المصون (٥ / ٥١٣).
(٣) أخرجه الطبري (٢٣ / ١٠٠) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٢٢٩). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ١٢٦) وعزاه لعبد الرزاق والفريابي وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وغيرهم.
(٤) أخرجه الطبري (٢٣ / ٩٩) ، وابن أبي حاتم (١٠ / ٣٢٣٠) ، والبيهقي في الكبرى (١٠ / ٢٨٧ ح ٢١١٩٤) ، وأحمد في الزهد (ص : ٤٤). وذكره السيوطي في الدر (٧ / ١٢٥) وعزاه لأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي.
(٥) ذكره الماوردي (٥ / ٦٧) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٧ / ٨٧).