أي : وليس بالوضيء.
وقال :
نحن بذلنا [دونها](١) الضّرابا |
|
إنا وجدنا ماءها طيّابا (٢) |
وقال :
جاؤوا بصيد [عجب](٣) من العجب |
|
أزيرق العينين طوّال الذّنب (٤) |
قال المفسرون : لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه شق ذلك على قريش ، فأتى أشرافهم أبا طالب واجتمعوا عنده ، وشكوا إليه النبي صلىاللهعليهوسلم وقالوا : إنه سفّه أحلامنا ، وسبّ آلهتنا ، وعاب ديننا ، فعاتب أبو طالب النبي صلىاللهعليهوسلم وقال : ما تريد من قومك يا ابن أخي؟ فقال : أدعوهم إلى كلمة واحدة ، قالوا : وما هي؟ قال : لا إله إلا الله ، فنفروا من ذلك وقالوا : (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ) ، وخرجوا من عند أبي طالب يقول بعضهم لبعض : (امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) ، فذلك قوله تعالى : (وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ) ، يقول بعضهم لبعض : (امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) أي : اثبتوا على عبادتها (٥).
(إِنَّ هذا) الذي نراه من زيادة أصحاب محمد وظهور أمره (لَشَيْءٌ يُرادُ) يرده
__________________
ـ (١٨ / ٣٠٧) ، وروح المعاني (٢٩ / ٧٦).
(١) في الأصل : دنها. والتصويب من المحتسب (٢ / ٢٣٠).
(٢) انظر البيت في : معاني الفراء (٢ / ٣٩٨).
(٣) في الأصل : عجبا. والتصويب من مصادر البيت.
(٤) انظر البيت في : معاني الفراء (٢ / ٣٩٨) ، وزاد المسير (٧ / ١٠٣).
(٥) ذكره الطبري (٢٣ / ١٢٧) ، والواحدي في أسباب النزول (ص : ٣٨١) ، والوسيط (٣ / ٥٣٩ ـ ٥٤٠) ، والسيوطي في الدر المنثور (٧ / ١٤٢ ـ ١٤٣).