رأسه ، وهو ينادي ربه عزوجل ويسأله التوبة ، وكان يقول في سجوده : سبحان خالق النور الحائل بين القلوب ، سبحان خالق النور ، إلهي خليت بيني وبين عدوي إبليس ، فلم أقم لفتنته إذ نزلت بي ، سبحان خالق النور ، إلهي لم أفارق الزبور ولم أتعظ بما وعظت به غيري ، إلهي أمرتني أن أكون لليتيم كالأب الرحيم ، وللأرملة كالزوج الرحيم ، فنسيت عهدك ، سبحان خالق النور ، إلهي بأي وجه أنظر إليك يوم القيامة ، وإنما ينظر الظالمون من طرف خفي ، سبحان خالق النور ، إلهي الويل لداود إذا كشف عنه الغطاء ، فيقال : هذا داود الخاطئ ، أنت المغيث وأنا المستغيث ، فمن يدعو المستغيث إلا المغيث ، سبحان خالق النور ، إلهي إليك فررت بذنوبي واعترفت بخطيئتي فلا تجعلني من القانطين ، ولا تخزني يوم الدين ، في مناجاة كثيرة.
قال : فأتى نداء : أجائع أنت فتطعم ، أظمآن فتسقى ، أمظلوم أنت فتنصر ، ولم يجبه في ذكر خطيئته ، قال : فصاح صيحة هاج ما حوله ، ثم نادى : يا رب الذنب الذي أصبت ، فنودي : يا داود ارفع رأسك فقد غفرت لك.
قال : وأخبرنا أبو إلياس عن وهب : أن داود عليهالسلام أتى قبر أوريا ، فقام عنده وجعل التراب على رأسه ، ثم نادى فقال : الويل لداود ، ثم الويل الطويل لداود ، سبحان خالق النور ، الويل لداود ، ثم الويل الطويل لداود ، سبحان خالق النور ، الويل لداود ، ثم الويل الطويل لداود يوم يقتص للمظلوم من الظالم ، سبحان خالق النور ، الويل لداود ، ثم الويل الطويل لداود حين يسحب على وجهه مع الظالمين إلى النار ، سبحان خالق النور ، الويل لداود ، ثم الويل الطويل لداود.