نعمة ربكم إذا استويتم عليه ، وكان قد أغفل حمد الله فنبهه عليه» (١).
(وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (١٥) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ (١٦) وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (١٧) أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ (١٨) وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ (١٩) وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)(٢٠)
قوله تعالى : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) متصل بقوله تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ) المعنى : وجعلوا له مع اعترافهم أنه الخالق الفاعل لما عدّدوه من نعمه عليهم من عباده ، يريد : الملائكة [جزءا](٢) ، أي : بعضا له ، وهو قولهم : الملائكة بنات الله.
قال الزجاج (٣) : وقد أنشدني بعض أهل اللغة بيتا يدل على أن معنى" جزء" معنى الإناث ، ولا أدري البيت قديم أم موضوع (٤) ، أنشدني (٥) :
__________________
(١) أخرجه الطبري (٢٥ / ٥٤) عن أبي مجلز أن الحسن بن علي ... ، وذكره السيوطي في الدر (٧ / ٣٦٩) وعزاه لعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي مجلز قال : رأى حسين بن علي ...
(٢) في الأصل : جزاءا.
(٣) معاني الزجاج (٤ / ٤٠٦ ـ ٤٠٧).
(٤) في زاد المسير واللسان : مصنوع.
(٥) نقل صاحب اللسان (مادة : جزأ) كلام الزجاج هذا وزاد : والمعنى في قوله : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ ـ