فيها يوم الاثنين ...» (١).
وقد ذكرت الحديث في سورة الأعراف عند قوله تعالى : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) [٥٤] ، وذكرنا ثمة ما لا غنى لك عن النظر فيه ، وذكرنا كيفية خلق السماوات والأرض في أوائل البقرة.
قوله تعالى : (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ مِنْ فَوْقِها) وهي الجبال.
فإن قيل : ما الحكمة في [تثبيتها](٢) بالجبال من فوقها ، وهلّا كانت لها دعائم كسائر الأبنية؟
قلت : جعلها فوقها لاستقرارها والانتفاع بها والاستدلال على قدرة منشئها وعظمته ، وليعلم أن للماسك والممسوك قادرا ممسكا.
(وَبارَكَ فِيها) بإجراء أنهارها وإنشاء أشجارها وإخراج زرعها وثمارها.
(وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) أرزاق أهلها بما يصلحهم في معايشهم.
(فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً) قرأ أبو جعفر : " سواء" بالرفع. وقرأ يعقوب وعبد الوارث والقزاز عن أبي عمرو : " سواء" بالجر ، والباقون بالنصب (٣).
قال الزجاج (٤) : من قرأ بالخفض جعل سواء صفة للأيام. المعنى : في أربعة أيام مستويات تامات ، ومن نصب فعلى المصدر ، على معنى : استوت سواء
__________________
(١) أخرجه مسلم (٤ / ٢١٤٩ ح ٢٧٨٩). قال ابن كثير في تفسيره (٤ / ٩٥) : وهو من غرائب الصحيح.
(٢) في الأصل : تثبتها. والصواب ما أثبتناه.
(٣) النشر (٢ / ٣٦٦) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ٣٨٠).
(٤) معاني الزجاج (٤ / ٣٨١).