خروجه إلى الطائف
وحين اشتد ايذاء قريش للنبي ( ص ) خرج متخفياً في مكة ومعه ابن عمه علي بن أبي طالب وزيد بن حارثة ، وقصد الطائف ليعرض نفسه على ساداتها من ثقيف ، وكانوا ثلاثة إخوة : عبد ياليل ، ومسعود بن عمرو ، واخوهما حبيب بن عمرو ، فدعاهم إلى نصرته والقيام معه على من خالفه .
فقال أحدهم : ما ردٰ يمرطُ ثيابَ الكعبةِ إن كان اللهُ أرسلك !
وقال آخر : أما وجَدَ الله من يرسلُهُ غيركَ ؟!
وقال الثالث : والله لا أكلّمُكَ كلمةً أبدا : لئن كنت نبياً كما تقول ، فأنت أعظم خطراً من أن أرد عليك الكلام ؛ ولئن كنت كاذباً على الله فما ينبغي لي أن أكلمك .
فقام رسول الله ( ص ) وقد يئس منهم ، وقال لهم : إذا أبيتم ، فاكتموا علي ذلك ، وقد كره أن يبلغ قريشاً ذلك فيجرأون عليه .
وبقي صلّى الله عليه وآله في الطائف عشرة أيام يدعو أهلها للإِسلام فلم يسمعوا منهم ، وأغروا به سفهائهم وعبيدهم حتى اجتمع عليه الناس وقذفوه بالحجارة .
فالتجأ إلى حائط ـ بستان ـ لِعُتبةَ وشيبة إبنا ربيعة ـ وكانا فيه ـ والدماء تسيل من ساقيه ، فجلس في ظل شجرة وجعل يدعو بهذا الدعاء :