في سرية « نخلة » * ينقذ أسيراً ، فيسلم !
بعد سبعة عشر شهراً من الهجرة ، أراد النبي ( ص ) أن يتتبع أخبار قريش ، ويتحسس تنقلاتها ، ويرصد تحركاتها في المنطقة ، فدعا عبد الله بن جحش ، وأمره أن يوافيه مع الصباح بكامل سلاحه .
قال : فوافيت الصبح وعلي سيفي ، وقوسي ، وجعبتي ، ومعي درقتي ، فصلى النبي ( ص ) الصبح بالناس ، ثم انصرف فوجدني قد سبقته واقفاً عند باب داره ومعي نفر من قريش .
فدعا رسول الله ( ص ) أبي بن كعب ، فدخل عليه ، فأمره أن يكتب كتاباً .
ثم دعاني ( ص ) فأعطاني صحيفةً من أديم خولاني فقال : قد استعملتك على هؤلاء النفر ، فامضي حتى إذا سرت ليلتين ، فانشر كتابي ، ثم امضي لما فيه .
قلت : يا رسول الله ، أي ناحية أسير ؟ فقال : اسلك النجديّة ، تؤم رُكيّة ( بئر ) .
فانطلق عبد الله ، حتى إذا صار ببئر ضمرة نشر الكتاب فإذا فيه :
«
سر حتى تأتي بطن نخلة على إسم الله وبركاته ، ولا تكرهنَّ أحداً من
____________________
* : سميت باسم المكان ، وهو بطن نخلة : « قرية قريبة من المدينة » . هكذا قال ياقوت .