مع الرسول الأعظم في دار هجرته
قال الشيخ الأبطح * لعائديه من قريش :
« لن تزالوا بخيرٍ ما سمعتم من محمدٍ واتّبعتم أمره ، فأطيعوه تنالوا السعادة في دنياكم وآخرتكم » . .
كانت هذه الكلمات الرحيمة تتهدل بين شفتي أبي طالب ـ عمّ الرسول وكافله ـ وهو يُزمعُ الرحيل عن هذه الدنيا ، فقد إشتد به المرض بعد أن تخطّى الثمانين من عمره واثقلت الهمومُ كاهله ، وبينما كان النبي ( ص ) خارجاً لبعض حوائجه ، إذا بالناعي ينعىٰ له عَمه .
أقبل النبي صلّى الله عليه وآله مسرعاً نحو البيت الذي فيه عمه أبو طالب حتى إذا وصل إليه مسح جبينه الأيمن ثم مسح الأيسر ـ كما كان هو يمسح جبين النبي ـ ثم رثاه بهذه الكلمات :
« رحمك الله يا عم ، ربيتَ صغيراً وكفلتَ يتيماً ، ونصرتَ كبيراً ، فجزاك الله عني وعن الإِسلام خير جزاء العاملين المجاهدينَ في سبيله بأموالهم وأنفسهم » . ثم بكى صلّى الله عليه وآله وأبكى من كان حول عمه أبي طالب .
____________________
* : لقب أبي طالب .