موقف الإِسلام من الزواج
كانت مشكلة الشعور بالتفوق العرقي لدى العرب تحول دون شد الأواصر فيما بينهم فضلاً عن تثبيتها بينهم وبين القوميات الأخرى ، فكان العربي الذي ينتمي الى قبيلةٍ ما ، يأنف من تزويج كريمته إلى عربي آخر من جنسه ينتمي إلى قبيلةٍ أخرى يراها دونه في الحسب والنسب والمحتد ، فضلاً عن أن يزوجها إلى رجل حليف ، أو غير عربي ، فإنه يرى في ذلك مجلبةً للمهانة عليه ، بل ومدعاة للصغار والذلة بين القبائل الأخرى .
فكانوا يطلقون على سلالة العربي إذا تزوج من غير العرب : الهجناء ! ولم تكن هذه المشكلة الإِنسانية قائمة لدى المجتمع العربي فقط ، بل عند الفُرْس أيضاً ، وما ذلك إلا إمعاناً في الغيّ . وتجريحاً في نقاء الإِنسانية .
فكانت العرب في الجاهلية لا تُوَرث الهجين ، كما كانت الفُرسُ تطرحه ولا تعدّه ، ولو وجدوا له أمّا أمةً على رأس ثلاثين أمّاً حرة ، ما أفلح عندهم ! (١) فالمأساة إذن كانت عامة وغير مختصة بالعرب . *
____________________
(١) : راجع العقد الفريد ٦ / ١٣٠ .
* : كانت بنو أمية لا تستخلف بني الإِماء . . وكانوا يتحرون أن يكون من
تقلد الخلافة منهم من أم عربيةٍ ، وكان أبو سعيد مسلمة بن عبد الملك من رجالهم المعدودين ، إلا أن كونه ابن أمة حال بينه وبين الخلافة . وعرض مسلمة على عَمْرَة بنت الحارس أن يتزوج منها ، فقالت : يا بْن التي تعلم ! وانك لهناك ؟ تعني أن امه أمة . ( بلاغات
=