في غزوة بدر الكبرى *
لم ينسَ المسلمون المواقف الآثمة التي وقفتها منهم قريش وباقي المشركين في « البلد الامين » مكة . حيث عذبت قسماً منهم أشد التعذيب ، وحاصرت محمداً ومن معه في « الشعب » قرابة ثلاث سنين ، بالإِضافة الى مصادرة أموالهم ، مما ترك أسوأ الأثر في نفوسهم ، وجعلهم يتحينون الفرصة للثأر من جلاديهم .
وفي السنة الثانية للهجرة ، خرج أبو سفيان بن حرب بقافلة عظيمة للإِتجار بها في بلاد الشام ، كانت قد إحتوت على ألف بعير ، وسبعة آلاف مثقال من الذهب حيث لم يبق قرشي ولا قرشية في مكة ممن يمتلك مالاً إلا وبعث به في تلك القافلة .
حين علم النبي صلّى الله عليه وآله بذلك ، ندب أصحابه لإِعتراضها موقظاً في أعينهم الثأر الذي نام طويلاً لكنه لم يعزم على أحد منهم بالخروج ، بل ترك لهم الخيار في ذلك ، فقال لهم :
« هذه عِيرُ قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعلَّ الله أن ينفَّلكموها . . »
____________________
* : وهي أول حرب خاضها المسلمون ضد عدوهم ، وكانت في ١٧ أو ١٩ رمضان من السنة الثانية للهجرة ، وبها تمهدت قواعد الدين ، وأعز الله الإِسلام ، وأذل جبابرة قريش بقتل زعمائهم . وبدر : اسم لبئر كانت لرجل اسمه بدر .