وجاء
الإِسلام ، فكان لا بد له من كلمة فصل تخفف من مآسي الإِنسانية في شتى المجالات ، فكان له في هذا الأمر دور كبير ابتدأه
____________________
= النساء ـ ١٩٠ ) وسابق عبد الملك بين مسلمة وأخيه سليمان ، فسبق سليمان ، فقال عبد الملك :
ألم أنهكم ان تحملوا هجناءكم |
|
على خيلكم يوم الرهان فتدركُ |
وما يستوي المرآن هذا بن حرة |
|
وهذا بن أخرى ظهرها متشركُ |
فأجابه ابنه مسلمة بقول حاتم الطائي :
وما انكحونا طائعين بناتهم |
|
ولكن خطبناها بأسيافنا قسرا |
فما زادها فينا السباء مذلةً |
|
ولا كُلّفت خبزاً ولا طبخت قدراً |
ولكن خلطناها بخير نساءنا |
|
فجاءت بهم بيضاً وجوههم زهرا . . |
الأبيات / العقد الفريد ٦ / ١٣٠ .
ولما تنقص هشام بن عبد الملك ، الإِمام زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام ، لم يجد ما يعيّره فيه إلا قوله : أنت الذي تنازعك نفسك في الخلافة ، وأنت ابن أمة ( مروج الذهب ٢ / ١٦٢ ) ثم اختلف الحال في آخر أيام الأمويين ، فإن آخر من تقلد الخلافة منهم ابراهيم بن الوليد ، ومروان بن محمد ، كانا من أبناء الإِماء ( خلاصة الذهب المسبوك ٤٦ و ٤٧ ) .
أما الخلفاء في الدولة العباسية ، وعددهم سبعة وثلاثون ، فلم يكن فيهم من هو عربي الأم الا ثلاثة ، الأول : ابو العباس السفاح ، أمه ريطة بنت عبد المدان الحارثي ( خلاصة الذهب ٥٣ ) وكان يدعى ابن الحارثية ، وكانت عروبة امه السبب في تقدمه على أخيه المنصور الذي يكبره في السن فإن أم المنصور بربرية اسمها : سلامة ، ( خلاصة الذهب ٥٩ ) والثاني : المهدي بن المنصور ، وأمه أم موسى بنت منصور بن عبد الله الحميري ( خلاصة الذهب ٩٠ ) والثالث : محمد الأمين بن هارون الرشيد ، أمه : زبيدة بنت جعفر بن المنصور ، قالوا : لم يلي الخلافة هاشمي من هاشميين الا ثلاثة : الإِمام علي بن أبي طالب ، وابنه الحسن ، ومحمد الأمين ، ( خلاصة الذهب ١٧١ ) أما بقية الخلفاء العباسيين فكلهم أبناء امهات أولاد . راجع الفرج بعد الشدة ج ١ / ٢٤٥ تحقيق عبود الشالجي .