وقد أثبتنا في بعض تحقيقاتنا أنّ عمره الشريف عند بداية البعثة كان اثنى عشر عاماً في أقلّ الاحتمالات ، وقد ذهب بعضهم إلى أكثر من ذلك.
كما أثبتنا أيضاً في بعض تحقيقاتنا أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل عليه الوحي وعمره سبعة وثلاثون عاماً ، فيكون قد سبق غيره إلى الإسلام بسبع سنين.
قال تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(١).
وروي عن أبن عبّاس أنّه قال : سابق هذه الأمّة عليّ بن أبي طالب(٢).
أضف إلى ذلك أنّ المسلمين أجمعوا على أنّه عليهالسلام لم يسجد لصنم قط ؛ فلذلك يُقال فيه : «كرّم الله وجهه» أي كرّمه الله تعالى عن السجود لأيّ صنم ، وهذا مما اختص به دون غيره ، وقد عدّ الشافعي اختصاص صيغة (رض) بالصحابة ، واختصاص (كرّم الله وجهه) بعليّ ، فلا يقال لغير عليّ : كرّم الله وجهه ؛ لأنّه لم يسجد لصنم بخلاف غيره من الصحابة(٣).
٢ ـ العلم :
وحصول العلم بأعلميته عليهالسلام ضروري نصّاً وفعلاً.
أمّا من طريق النصّ فلما يأتي :
__________________
(١) سورة الواقعة ٥٦ : ١٠ و١١.
(٢) ما نزل من القرآن في علي ص٢٤٠ ، شواهد شواهد التنزيل ج٢ ص٢١٦ ح٩٢٩ ، تاريخ دمشق ج٤٢ ص٤٤.
(٣) انظر : إيضاح الفوائد ج١ ص٦ ، طبقات ابن سعد ج٣ ص٢٠ ، الصواعق المحرقة ص٧٢ ، تفسير فرات الكوفي ج١ ص٢٤٩ ح٣٣٧.