وَكيلاً)(١).
أقول(٢) : وهذه الأجوبة كلّها ضعيفة على ما لا يخفى ، والصواب أن يقال : العالم كلّه عالمان ؛ عالم الخلق وعالم الأمر ، بدليل قوله : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْر)(٣)ـ[٢٠٥]ـ
فعالم الخلق عالم الشهادة ، وعالم الأمر عالم الروحات والمجرّدات ، أي عالم العقول والنفوس الناطقة ، والمراد بالروح هنا النفس الناطقة ، ولا شكّ أنّ النفس من عالم الأمر ، أي عالم الغيب لا عالم الخلق الذي هو عالم الشهادة ، فقوله : (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) أي من عالم الأمر وهذا الجواب لا يحتاج فيه إلى تعسّف وتمحّل(٤) ، ولا أنّه ما أجاب ، فإنّه لا يصلح(٥) على الأنبياء ذلك لقدرتهم على الوحي ، ولأنّ ذلك ممّا ينفر عنهم عليهم السلام.
٢ ـ تأويل آية
قوله تعالى : (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفيها فَفَسَقُوا فيها
__________________
(١) الإسراء : ٨٦.
(٢) م : (أقول).
(٣) الأعراف : ٥٤.
(٤) ح (م) : قوله : هذا الجواب .. : أقول : لا يخفى أنّ هذا الجواب لا يلائم السؤال لأنّهم سألوا عن ماهيّة الروح ، فكيف يقال في جوابهم أنّها من عالم الغيب؟! إلاّ أن يراد به عدم تعليمهم وهو لا ينفع لأنّهم قائلون بعدم علم الرسول لها ، فالواجب في توجيه الآية أن يكون على وجه يردّ قولهم.
(٥) ر : (لا يصحّ).