وليس ذلك إلاّ مع تطهير الله عزَّ وجلّ له ، واذهاب الرجس عنه بارادته تعالىٰ ، لا بارادة غيره جلّ وعلا.
ومن ثبت تطهيره بالوحي العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد ، وبالصحاح من قول الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم علىٰ إجماع الشيعة والسُنّة ، ثبتت عصمته ) (١).
القرينة السابعة والاخيرة : ونرفع أيدينا عن المطلب حامدين وسائلين القوم ، هل تجدون ياعلماءنا ، ويا أهل الفكر والثقافة تناسبا أصلا بين قوله تعالىٰ : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) والآية فيها : إنّما وهي تفيد الحصر ، والتحقيق والاثبات ، والمحصور هو الارادة الالهية ، وهذا من العجيب فعندما تقول إنّما الشاعر زيد تريد حصر الشاعرية في زيد دون غيره ، وان كان غيره شاعراً ، وهنا وان كان لله ارادات وارادات إلاّ ان ارادته قد حُصرت في شيء ولا يمكن ان يخلو ذلك الشيء من هذه الارادة.
والارادة متعلقة باذهاب أمر معيّن عن جماعة مخصوصين وفوق استعمال الحصر ليؤكد مطلبه جاء بلام التوكيد وادخلها علىٰ الفعل المضارع ليكون هذا ثابتاً دائماً وفي كل زمن تقرأ فيه الآية الكريمة ، لأنّ الفعل المضارع يستعمل في الزمن الحاضر والملابس له من جهة المستقبل ، فتكون هذه الارادة بالاذهاب دائماً مستمرة ، ومؤكدة بلام
__________________
(١) خصائص الوحي المبين / ابن البطريق : ٧٩ ـ ٨٠.