بالمعروف والنهي عن المنكر.
رابعا : العبرة والموعظة :
المنهج الإسلامي يتّخذ من العبرة والموعظة مادة تنبيه وتوجيه وتنوير للعقل والقلب ، تُستلخص منها المفاهيم والقيم الكامنة وراء المواقف والحوادث التاريخية المتسلسلة ، فهو يستحضرها ليعمّقها في أغوار النفس الانسانية.
وبالعبرة والموعظة يعي الإنسان مداولة الأيام ، وتعاقب الشدة والرخاء ، وأسباب التقدم والتأخر للمجتمعات والحضارات وهي تربية للنفوس واعداد لها لشق طريقها متوجهة إلى اللّه تعالى.
وبالعبرة والموعظة يرتدع الإنسان عن الانحراف والرذيلة وانتهاك المقدسات ، وينطلق لاصلاح نفسه ومجتمعه ، حينما يرى مسيرة الاُمم السابقة ، فقد أغرق اللّه تعالى قوم نوح ونجّى المؤمنين ، وعذّب قوم لوط وأهلكهم ، وأهلك ملوكا واستخلف آخرين.
ومن مظاهر الموعظة التذكير بالموت والهلاك ، والتذكير بما يصيب الاُمم المتمردة على المنهج الالهي من قلق واضطراب عقلي ونفسي ومن نقص في الثمرات والانفس.
والقرآن الكريم والسُنّة النبوية وامتدادها في أهل البيت عليهمالسلام مليئة بالعبر والمواعظ ، وقد ورد في نهج البلاغة كثير منها فكان عليهالسلام يدعو للاعتبار بالانبياء والصالحين ، وبالاقوام السالفة ، ويحذّر المسلمين مما أصاب الاقوام المتمردة على طول التاريخ.