وقال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلاّ بعدا » (١).
ثانيا : القدوة :
إن لم يكن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر قدوة لغيره فإنّ عمله لا يثمر ، ولا يستطيع أن ينفذ إلى القلوب لتتبناه الجوارح في ممارسات عملية ، فالناس ينظرون إلى شخصية من يريد اصلاحهم وتغييرهم ومدى تجسيده للمفاهيم والقيم التي يدعوهم إلى التمسك بها ، ومقدار ابتعاده عن النواهي التي يدعو للانتهاء عنها.
قال تعالى : « كَبُرَ مَقتا عِندَ اللّه أن تَقُولُوا مَالا تَفعَلُونَ » (٢).
وقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يا بن مسعود لا تكوننَّ ممّن يهدي الناس إلى الخير ويأمرهم بالخير وهو غافل عنه » (٣).
ودعا أمير المؤمنين علي عليهالسلام إلى تجسيد المفاهيم والقيم في النفس والارادة والسلوك العملي قبل دعوة الناس إليها ، فقال عليهالسلام : « ائتمروا بالمعروف وأمروا به ، وتناهوا عن المنكر وانهوا عنه » (٤).
« احصد الشرّ من صدر غيرك بقلعه من صدرك » (٥).
__________________
١) الكافي ١ : ٤٣.
٢) سورة الصف : ٦١ / ٣.
٣) مكارم الاخلاق : ٤٥٧.
٤) تصنيف غرر الحكم : ٣٣٢.
٥) تصنيف غرر الحكم : ١٠٦.