انّ توسّع المحركية ناشىء من توسع دائرة الحب في موارد التردد والشك كما هو في موارد العلم بناءً على ما تقدم من الاستاذ من سريان الحب من الجامع إلى الحصة فيلزم التضاد بين الحكم الواقعي والحكم الظاهري.
فإنّه أوّلاً ـ هذا البحث لا يتوقف على ذلك المبنى لأنّ الكلام هنا في الجامع بنحو مطلق الوجود ، والذي لا إشكال في سراية الحب فيه إلى كل الحصص ، فالمنهجة غير فنّية.
وثانياً ـ انّ سراية الحب إلى الحصة إنّما هو بنكتة الفناء والحمل الأولي للصورة الذهنية المتعلّق بها الحب والفناء إنّما يكون فيما هو مصداق له بحسب نظر المحب ، وأمّا مع التردد والشك الذي هو مربوط بمرحلة التصديق لا التصور فيكون التردد في المحبوب لا محالة.
وإن شئتم قلتم : انّ الفرق بين الشك والعلم ليس مرتبطاً بدرجة الفنائية لكي يقال انّ الوجدان قاضٍ بالسراية حتى في الفناء الاحتمالي بل العلم طريق إلى أن يرى محبوبه في الخارج فيتحرك نحوه ، فالسريان من شؤون خصوصية الفنائية الموجودة في تصور المحبوب لا من شؤون التصديق بوجود فرد منه في الخارج حتى اليقيني ليتوهم وجدانية السريان إلى موارد الاحتمال ، وإنّما مرحلة التصديق مرحلة المحركية لتحصيل ما هو المحبوب في الخارج ، وهذا قدره المتيقن المحركية نحو موضوعه الواقعي كلما احرز ، أمّا توسعة المحركية أكثر من ذلك بحيث يشمل التحرك نحو ما ليس موضوعاً له كما في موارد التردد والاشتباه ، فيرتبط بمقدار أهمية ذلك الغرض والحب والبغض والارادة والكراهة وترجيحه على ما قد يفوت من الملاكات الاخرى الترخيصية أو غيرها في موضوعاتها ومواردها المشتبهة ـ والذي هو المعنى بالتزاحم الحفظي ـ وهذه