للبرّ والفاجر ، وقد وصف الله تعالى في كتابه صحبة مؤمن لكافر فقال ) (١) : ( وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً. وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً. قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً. لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ) (٢) قال : وقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا ) (٣) نهى له عن الحزن الذي كان منه وكراهية له ، ولو لا أنه كان معصية لما نهاه عنه لأن رسول الله صلىاللهعليهوآله لا ينهى عن الطاعة ، وإنما ينهى عن المعصية.
وقالوا : فيما ادّعوه له من الفضل في قوله ( إِنَّ اللهَ مَعَنا )؟
فإن الله عزّ وجلّ مع كل أحد كما قال سبحانه : ( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ ) (٤). وقال سبحانه : ( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ ) (٥). وقال سبحانه : ( إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) (٦). فقد ذكر انه مع البرّ والفاجر.
قال : وقد كان مقام علي عليهالسلام في اضطجاعه على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله حينئذ باذلا نفسه دونه. وقد أخبره أن المشركين تمالئوا عليه ليقتلوه ، وكان في ذلك أفضل من أبي بكر.
وذكروا من فضائل أبي بكر أنه كان أسلم وهو ذو مال ، فأنفقه في سبيل الله وواسى به في حال العسرة ووقت هجرة رسول الله صلىاللهعليهوآله .
__________________
(١) ما بين القوسين سقط من نسخة الاصل موجودة في نسخة ـ ب ـ.
(٢) الكهف : ٣٥ ـ ٣٨.
(٣) الحديد : ١٩.
(٤) المجادلة : ٧.
(٥) النساء : ١٠٨.
(٦) النحل : ١٢٨.