لقد أشاع الامام الادق عليهالسلام ، بأدعيته روح التقوى والطاعة لله بين المسلمين ، فقد أرشدهم إلى الاعتصام بالله الذي بيده جميع مجريات الاحداث والامور.
من الايام الخالدة في دنيا الاسلام ، يوم المباهلة ، وهو اليوم الذي خفت فيه الطلائع العلمية والدينية ، من النصارى ، إلى الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآله ، لتباهله أمام الله تعالى ، على أن ينصر المحق ، ويهلك المبطل منهما :
وتطلعت النصارى ، والجماهير الحاشدة من المسلمين ، إلى من يخرج مع النبي صلىاللهعليهوآله للمباهلة ، وباتفاق المؤرخين أن النبي صلىاللهعليهوآله أخرج معه خيرة أهل الارض ، وأعزهم عند الله ، وهم : وصيه ، وبابا مدينة علمه ، وبضعته الطاهرة سيدة نساء العالمين ، فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وسيدا شباب أهل الجنة ، الامامان : الحسن والحسين عليهماالسلام ، ولم يخرج معه صنو أبيه العباس بن عبدالمطلب ، ولا إحدى السيدات من نسائه ، ولا أحد من خيرة أصحابه ، من المهاجرين والانصار ، فقد اقتصر على أهل بيت العصمة ، ومعدن الفضل والكرامة ،
واضطرب المسيحيون ، حينما رأوا تلك الوجوه المشرقة ، وأيقنوا بالهلاك ، والدمار ، إن باهلوا النبي صلىاللهعليهوآله ، وصاح بعضهم : « إني أرى مع محمد صلىاللهعليهوآله وجوها ، لو سئل الله بها أن يزيل جبلا عن محله لازاله ... »
__________________
١ ـ اللمعة الدمشقية ١ / ٣١٦ وجاء فيه ان يوم المباهلة هو اليوم الرابع والعشرون من ذي الحجة وقيل يوم الخامس والعشرين من ذي الحجة.