من الادعية الفلسفية الجامعة ، للامام الصادق عليهالسلام ، هذا الدعاء الجليل وقد علمه لتلميذه العظيم ، مفخرة الشرق ، جابر بن حيان ، وهو مما يستعان به على تلقي العلوم ، وحفظها ، والابداع فيها ، ولنترك الحديث لجابر فهو يحدثنا عن كيفية هذا الدعاء قال ما نصه :
« إني كنت ألفت سيدي ـ يعني الامام الصادق ـ صلوات الله عليه كثيرا ، وكنت لهجا بالادعية ، وبخاصة ما كان يدعو به الفلاسفة ، وكنت أعرضه عليه وكان منها ما استحسنه ، ومنها ما يقول عنه : الناس كلهم يدعون بهذا ، وليس فيه خاصية ، فلما كثرت عليه علمني هذا الدعاء ، وهو من جنس دعاء الفلاسفة بل إنه لا فرق بيه ، وبين ما يدعو به الفلاسفة ، فإنه قد اختار من دعاء الفلاسفة ، أجزاء وأضاف إليها أجزاء ، وقال لي: لا يتم لك الامر إلا به ، وعندي أنه لا يتم لاحد ممن قرأ كتبي خاصة به أن أزال صورة الشيطان عن قلبه ، وترك اللجاج ، واستعمل محض الاسلام ، والدين ، والنية الجميلة ، وأما ما دام الشيطان يلعب به ، وينزله قصدا ، فليس ينفعه شيء ، وذلك أن اللجاج ليس هو من الشيطان وحده ، إنما هو من فساد النية ، فاتق الله يا هذا في نفسك ، واعمد إلى ما أوصيك به ، وهذه هي الوصية :
إبدأ بالطهر ، بأن تفيض على بدنك ، ماء نظيفا ، في موضع نظيف ، ثم تلبس ثيابا طاهرة ، لا تمسها أمرأة حائض ، ثم تستخير الله ألف مرة (١) وتقول في استخارتك :
اللّهُمَّ ، إنِّي أَسْتَخِيرُكَ في قَصْدِي ، فَوَفِّقْني ، وَأَزغِ الشَّيْطَانَ عَنِّي ، أِنَّكَ تَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلا يَقْدِرُ عَلَيْكَ.
__________________
١ ـ لم يذكر كيفية الاستخارة ، وانها هل هي بالمصحف أو غيره.