حديثه عنه أنه : كان يعده للخلافة ، بل لقد اقامه فيها بصورة تشبه أن تكون صريحة حينما استدعاه ، وقال له : يا أبا العباس ، تكلم بين الناس. فجلس فى جامع العطارين بالاسكندرية فعاصره بالكلام والتدريس والدعوة إلى الله عن اذنه وبأمر منه ، وحمل أبو العباس لواء الدعوة إلى الله طيلة حياته متفانيا فيها ، باذلا كل ما يستطيع فى سبيلها حتى انتهت به الحياة راضيا عن الله ، مرضيا عنه من الله وكان ذلك فى الخامس والعشرين من ذى القعدة سنة ٦٨٥ ه ـ ١٢٨٧ م ، وكان يبلغ تقريبا سبعين عاما ، رحمهالله رحمة واسعة.
ويروون له كرامات كثيرة منها على سبيل المثال : إن السلطان يعقوب ، أمر بذبح دجاجة وخنق أخرى ، وطبخها ، وقدمها إليه ، وجلس ليأكل معه ، فلما نظر الشيخ أبو العباس إليهما ، أمر الخادم برفع المخنوقة ، وقال : هذه جيفة ، وقال : لو لا تنجس الأخرى بالمرق النجس لأكلت منها ، وقاله الشعرانى ، قال المناوى ، وقدم إليه رجل طعاما فيه شبهة يمتحنه فرده وقال كان الحاسبى ، إذا مد يده إلى طعام فيه شبهة ضرب عرق باصبعه فأنا فى يدى ستون عرقا تضرب.
ومن كراماته التى انفرد بها عن غالب الأولياء تسليكه لنحو ثلاثين قاضيا ، وكان يقول للعرشى : ليس الشأن أن تسلك كل يوم ألفا من العوام ، بل ان تسلك فقيها واحدا فى مائة عام.
وقال الشيخ حسن العدوى فى كتابه « شرح البردة البوصيرية ».
قال بعضهم : صليت خلف الشيخ أبى العباس فشهدت الأنوار ملأت بدنه ، وانبثقت من وجوده ، حتى أنى لم استطع النظر إليه.
مات سنة ٦٨٦ ه بالاسكندرية ، رحمهالله ا. ه.
ومع ذلك فقبل ان ننتهى من الكرامات نقول انه رضى الله عنه كان يقول هذه الكلمة المخلصة.
« والله ما جلست حتى جعلت جميع الكرامات تحت سجادتى ».