معجبون لا يصدرون إلا عن رأيه ويتعصبون لكل ما يصدر عنه ، ووقف فى وجهه اعداء فى حياته وبعد موته ، كرهوه وكرهوا كل ما يصدر عنه ، وتوسط منصفون فأعطوه حقه ، وقرءوه فى انصاف فريفوا مازاف ، واثبتوا ما يمكث فى الأرض ، فكانوا مع الحق ، عنه يصدرون ، وعلى ضوئه يسيرون.
جهاده السياسى : ـ
ولقد سخر ابن تيمية نفسه وعلمه لخدمة المعركة الكبرى للمسلمين ضد عدوهم الخطير « التتار » لقد تقدم بنفسه لمفاوضة ملك التتار ، واستطاع ان يأخذ منه الامان ، وهجم التتار مرة ثانية على الشام ففزع الناس ، فكان ممن ثبت النفوس وساعد على رياضة القلوب بمواعظه المؤثرة ، وكلماته الحكيمة ، ولقد شهد معركة مع التتار فى رمضان تحقق فيها النصر للمسلمين.
نقد ابن تيمية : ـ
لقد انتقد بعض العلماء ابن تيمية لجرأته لرأيه ومهاجمة رأى خصمه ، ولقد كان فى تحمسه فى هذه المهاجمة يبتعد عن الحق احيانا غير متأن ، أو مترو ، ولو تأنى ، أو تروى لتبين له الأمر على حقيقته. ويؤخذ عليه أنه يتعصب لفكرته فى الصفات ، والاستواء على العرش ، وهى ليست على منهج السلف الذين يبتعدون عن الجدل فى صفات الله ، مقتنعين بحق أنها من ـ المتشابه الذى نهينا عن البحث فيه ، وهذا الجدل فى الصفات قد آثار عليه الكثير من كبار علماء الإسلام من المحدثين الذين يتبعون مذهب السلف ، ومن المتكلمين الذين يتبعون مذهب الخلف.
ويؤخذ عليه اسهابه المسهب فى توضيح رأيه واكثاره من الاستدلال والتكرار فيما يستدل عليه وانطلاقه مع فكرته فى اسلوب عنيف جارف يستميل العامة ، ولا يستسيغه كثير من الخاصة.