« والسّابقون » مبتدأ ، ( الأولون ) صفة لهم ( من المهاجرين ) تبيين لهم وهم الذين صلوا إلى القبلتين ، أو الذين شهدوا بدرا ، أو بيعة ـ الرضوان ( والأنصار ) عطف على المهاجرين ، أى ومن الأنصار ، وهم أهل بيعة العقبة الأولى ، وكانوا سبعة نفر ، وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين ( والّذين اتبعوهم بإحسان ) من المهاجرين والأنصار ، فكانوا سائر الصحابة ، وقيل :هم الذين اتبعوهم بالايمان والطاعة إلى يوم القيامة ، والخبر ( رضى الله عنهم ) بأعمالهم الحسنة ( ورضوا عنه ) بما أفاض عليهم من نعمته الدينية والدنيوية ( وأعدلهم ) عطف على رضى ( جنّات تجرى تحتها الأنهار ) من تحتها مكى ( خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ).
٢ ـ يقول الله تعالى :
( لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ )
( سورة التوبة الآية ١٢٨ و ١٢٩ )
« لقد جاءكم رسول » محمد صلىاللهعليهوسلم ( من أنفسكم ) من جنسكم ، ومن نسبكم ، عربى قرشى مثلكم ( عزيز عليه ما عنتم ) شديد عليه شاق ـ لكونه بعضا منكم ـ عنتم لقاؤكم المكروه ، فهو يخاف عليكم الوقوع فى العذاب ( حريص عليكم ) على ايمانكم ( بالمؤمنين ) منكم ومن غيركم ( رءوف رحيم ) قيل : لم يجمع الله اسمين من أسمائه لأحد غير رسول الله صلىاللهعليهوسلم ( فإن تولوا ) فإن أعرضوا عن الأيمان بك وناصبوك ( فقل حسبى الله ) فاستعن بالله وفوض إليه أمورك ، فهو كافيك وناصرك عليهم ( لا اله إلا هو عليه توكلت ) فوضت أمرى إليه ( وهو رب العرش ) هو أعظم خلق الله ، خلق مطافا لأهل السماء ، وقبلة للدعاء ( العظيم ) بالجر وقرئ بالرفع على نعت الرب جل وعز ، عن أبى : آخر آية نزلت : لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، الآية.