الجمع « كبائر » ـ ... ثم يقول الفراء : وقرأ العوام : كبائر الإثم والفواحش ـ فيجعلون كبائر كأنه شىء عام وهو فى الأصل واحد ، وكانى استحب لمن قرأ « كبائر » أن يخفض « الفواحش » ... قال الفراء : وما سمعت أحدا من القراء خفض « الفواحش » ...
وعن جمال الأسلوب القرآنى الذى يكشف عنه الفراء نجد تفسيرا لقوله تعالى :
( وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ، فَالْمُورِياتِ قَدْحاً ... فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ... ). ( سورة العاديات الآية ١ ، ٢ ، ٤ )
قال : يريد به الوادى ـ ولم يذكر « الوادى » قبل ذلك وهو جائز لأن الغبار لايثار إلا من موضع. وإن لم يذكر إذا عرف اسم الشيء كنى عنه ، وإن لم يجر له ذكر.
قال الله تعالى :
( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ). ( سورة القدر الآية ١ )
يعنى القرآن وهو مستأنف سورة ، وما استأنفه فى سورة إلا كذكره فى آية قد جرى ذكره فيما قبلها كقوله ( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ ، إِنَّا أَنْزَلْناهُ ).
وقال تبارك وتعالى :
( إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ ). ( سورة ص الآية ٣٢ )
يريد : الشمس ، ولم يجر لها ذكر.
وفى مجال اهتمام الفراء بالصناعة النحوية نجد له بعض النوادر الجملية.ففي قوله تعالى :