من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم كمد مقيح وهم مهيج سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها
______________________________________________________
من قلبي « أو يختار الله » أي إلى أن ، أو إلا أن يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم ، وهي الجنة والدرجات العالية في الآخرة ، أو هم عطف على مسهد أي ذو هم « كمد مقيح » أي حزن شديد يخرج قلبي ويقيحه ، أي يوجب سيلان القيح منه « وهم مهيج » أي همي هم يهيج هموما أخرى ، لأن مصيبتها صلوات الله عليهما أورثتا له عليهالسلام هموما كثيرة سوى أصل المصيبة ، أو يهيج الشوق إلى الآخرة ويمكن أن يكون هم أولا مبتدأ وكمد خبره ، وهم ثانيا عطفا عليه ، قال الفيروزآبادي الكمدة بالضم والكمد بالفتح وبالتحريك تغيير اللون وذهاب صفائه ، والحزن الشديد ، ومرض القلب منه ، وقال : القيح المدة لا يخالطها دم ، قاح الجرح يقيح كقاح يقوح وقيح وتقيح وأقاح واوية ويائية ، انتهى.
وربما يقرأ كمد بكاف التشبيه وكسر الميم أي القيح وهو مضاف إلى مقيح اسم فاعل باب الأفعال أو التفعيل ، أي جرح ذي قيح و « سرعان » بتثليث السين وسكون الراء اسم فعل ماض أي سرع وهو يستعمل خبرا محضا وخبرا فيه معنى التعجب و « ما » عبارة عن الموت وفرق معلوم من باب التفعيل.
« وإلى الله أشكو » أي سوء فعال القوم بعدك حتى صار سببا لشهادة حبيبتك.
وروى البخاري عنه عليهالسلام أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة « بتظافر أمتك على هضمها » أي تعاون بعضهم بعضا كذا في النسخ بالظاء المعجمة وكذا شاع بين الناس ، والضاد المعجمة أوفق بما في كتب اللغة ، قال الجوهري تضافروا على الشيء تعاونوا عليه ولم يذكر التظافر بهذا المعنى ، بل ذكر الظفر بالمطلوب وعلى العدو ، وكذا غيره من أهل اللغة وكان التصحيف من النساخ.
وفي المجالس : بتظاهر أمتك على وعلى هضمها حقها فاستخبرها الحال ، وهو حسن ، إذ التظاهر بالهاء بمعنى التعاون ، وفي الصحاح : الهضم الكسر ، يقال : هضمه