السؤال واستخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا وستقول ويحكم الله « وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ».
سلام مودع لا قال ولا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين واه واها والصبر أيمن وأجمل ولو لا غلبة المستولين
______________________________________________________
حقه واهتضمه إذا ظلم وكسر عليه حقه.
« فأحفه السؤال » الإحفاء في السؤال الاستقصاء فيه « واستخبرها الحال » أي حالي وحالها وحال أمتك في ظلمهم لي ولها « فكم من غليل معتلج بصدرها » الغليل كأمير حرارة الجوف وحرارة الحب والحزن ذكره الفيروزآبادي ، وقال : اعتلجت الأمواج : التطمت ، وقال : بث الخبر : نشره وفرقه وبثثتك السر وأبثثتكه أظهرته « وستقول » بصيغة الغيبة أي فاطمة لك جميع أحوالها ، أو بصيغة الخطاب أي تقول في جوابها ما يوجب رفع حزنها كما قيل ، والأول أظهر.
« سلام مودع » منصوب بفعل مقدر أي سلمت سلام ، وفي النهج : والسلام عليكما سلام ، وفي المجالس سلام عليك يا رسول الله سلام مودع ، التوديع طلب الدعة لمحبوب عند فراقه « لا قال » بالجر نعت مودع أو بالرفع بتقدير : لا هو قال ، والجملة نعت مودع والقلاء : البغض ، يقال قلاه يقليه إذا أبغضه ، وقال الجوهري : إذا فتحت مددت ويقلاه لغة طيئ.
وسئمت من الشيء وسئمته كعلمت أي مللته « واه واها » الواو فيهما جزء الكلمة ، أو للعطف أو في إحداهما للعطف وفي الأخرى جزء الكلمة ، وهما إما للتلهف والتحسر أو للتعجب مما وعد الله الصابرين وطيبه وحسنه والأول أظهر ، وعلى التقادير الأول غير منون والثاني منون قال في النهاية فيه : من ابتلي فصبر فواها واها قيل : معنى هذه الكلمة التلهف ، وقد توضع موضع الإعجاب بالشيء يقال : واها له وقد ترد بمعنى التوجع يقال : فيها آها ومنه حديث أبي الدرداء : ما أنكرتم من زمانكم فيما غيرتم من أعمالكم إن يكن خيرا فواها واها وإن يكن شرا فآها آها.