مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن يتفقد كل من زار فيقبض عليه.
______________________________________________________
ابن الفرات ، وكان وزيرا للمعتضد أو للمكتفي ، وعلي بن موسى بن الفرات وزير المقتدر استوزره سنة تسع وتسعين ومائتين ، وعلي بن محمد بن الفرات وهو أيضا كان وزير المقتدر بعد توسط وزيرين ، واستوزر بعد ذلك خلقا كثيرا حتى كان وزيره عند قتله أبا الفتح الفضل بن جعفر بن موسى الفرات ، وقتل المقتدر في الوقعة التي كانت بينه وبين مؤنس الخادم بباب الشماسية.
ونقل المسعودي : أن أبا الفتح أخذ الطالع وقت ركوب المقتدر إلى الوقعة التي قتل فيها فقال له المقتدر : أي وقت هو؟ فقال : وقت الزوال فقطب لها المقتدر وأراد أن لا يخرج حتى أشرفت عليه خيل مؤنس ، وكان آخر العهد به ، وقال : كل سادس من خلفاء بني العباس فمخلوع ومقتول ، وكان السادس منهم محمد بن هارون المخلوع ، والسادس الآخر المستعين ، والسادس الآخر المقتدر ، ثم استخلف القاهر بالله فكانت خلافته سنة وستة أشهر وستة أيام ثم سملت عيناه ثم استخلف الراضي بالله محمد بن جعفر المقتدر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ، وكانت خلافته سبع سنين إلا اثنين وعشرين يوما فاستوزر أيضا أبا الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات بعد عدة وزراء ، وبويع بعده المتقي بالله إبراهيم بن المقتدر سنة تسع وعشرين وثلاثمائة كذا ذكره المسعودي.
والبرس قرية بين الكوفة والحلة « أن يتفقد » على بناء المجهول أي يستعلم وقيل : إن هذه الواقعة والتي في السابق من أسباب الغيبة الكبرى التي وقعت في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، وفي سادس عشر ربيع الأول من تلك السنة مات الراضي بالله أبو العباس أحمد بن جعفر المقتدر ابن أحمد بن المعتضد بن الموفق بن المتوكل وهو الثالث عشر من ولد عباس ، والعشرون من الخلفاء العباسية ، وكانت خلافته ست سنين وعشرة أيام ، واستخلف بعده أخوه المتقي بالله أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر إلى ثلاث سنين وأحد عشر شهرا وخلع عن الخلافة وكحل ، وبقي خمسا وعشرين سنة أعمى مخلوعا.