بمأمونين في دنياهم وآخرتهم وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام سلني عما بدا لك قال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب
______________________________________________________
ما كان نسيه وإن لم يصل على محمد وآل محمد ، أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره ، وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب فاستكنت تلك النطفة في جوف الرحم ، خرج الولد يشبه أباه وأمه ، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق غير هادئة وبدن مضطرب اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق ، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه ، وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله ، فقال الرجل :. إلى آخر الخبر.
وقد أوردت الرواية بأسانيد جمة من كتب كثيرة في كتاب السماء والعالم من كتابنا الكبير ، والمجلد التاسع والعشرين منه وغيرهما ، وشرحناها هناك.
وجملة القول فيها أنه يمكن أن يكون المراد بالروح الروح الحيوانية وبالريح النفس الذي به حياة الحيوان ، وبالهواء الهواء الخارج المنجذب بالتنفس أو يكون المراد بالروح النفس مجردة كانت أم مادية وبالريح الروح الحيوانية لشباهتها بالريح في لطافتها وتحركها ونفوذها في مجاري البدن وبالهواء التنفس والطبق محركة غطاء كل شيء ، ولا يبعد أن يكون الكلام مبنيا على الاستعارة والتمثيل ، فإن الصلاة على محمد وآل محمد لما كانت سببا للقرب من المبدأ واستعداد النفس لإفاضة العلوم عليها ، فكأن الشواغل الجسمانية والشهوات النفسانية الموجبة للبعد عن جناب الحق سبحانه طبق عليها ، فتصير الصلاة سببا لكشفه وتنور القلب واستعداده لفيض الحق تعالى إما بإفاضة ثانية عند محو الصورة مطلقا ، أو باستردادها عن الخزانة إذا كانت مخزونة فيها ، كما قالوا في الفرق بين السهو والنسيان ويقال : هدأ كمنع هدأ وهدوءا : سكن.