عن أبي سعيد الخدري قال كنت حاضرا لما هلك أبو بكر واستخلف عمر أقبل يهودي من عظماء يهود يثرب وتزعم يهود المدينة أنه أعلم أهل زمانه حتى رفع
______________________________________________________
معمرا روى عنه محمد ، ومحمد بن الحسين عطف على محمد بن الحسين أعاده لاتصال السند الثاني ، وما قيل : أنه عطف على محمد بن يحيى فهو وهم ، وقوله : عن أبي يحيى كأنه كان ابن أبي يحيى إذ إبراهيم بن يحيى له كتاب روى عنه الصدوق ، وأبو يحيى المدني فليح بن سليمان وإن كان موجودا في الرجال معدودا في أصحاب الصادق عليهالسلام لكن الشيخ والطبرسي وغيرهما لما رووا هذا الخبر عن الكليني رووه عن إبراهيم بن أبي يحيى.
وأبو سعيد اسمه سعد بن مالك اشتهر بكنيته وكان من الصحابة المشهورين وقد مدحه أصحابنا ، وخدرة بضم الخاء وسكون الدال حي من الأنصار.
قوله : قال لما هلك ، ليس « قال » في الأعلام وسائر الكتب ، وكأنه زيد من النساخ ، وفي الإعلام إذ أقبل ، وقيل : ضمير قال في الأول لأبي سعيد وفي الثاني لأبي عبد الله ، والمقصود أنه لا فرق بين الروايتين إلا بزيادة كنت حاضرا في إحدى الروايتين وفي الأخرى لأبي سعيد أيضا والتكرار للإشعار بأن ما بعده مشترك بخلاف ما قبله « واستخلف » على بناء المجهول.
ويثرب من أسماء المدينة ، قال الآبي : روي أن لها في التوراة أحد عشر اسما المدينة ، وطابة ، وطيبة ، والسكينة ، وجابرة ، والمحفة ، والمحبوبة والقاصدة ، والمحبورة والعذراء ، والمرحومة ، وقال السهيلي : إنما سميت يثرب باسم رجل من العمالقة وهو أول من نزلها وهو يثرب بن قائد بن عقيل ، ولما حلها النبي صلىاللهعليهوآله كره لها هذا الاسم لما فيه من لفظ التثريب وسماها طيبة وطابة والمدينة ، فإن قيل : قد سماها الله تعالى به في القرآن؟ فالجواب إنما سماها حاكيا ذلك عن المنافقين في قوله تعالى : « وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ » (١) الآية فنبه بما حكي عنهم أنهم رغبوا عما سماها الله تعالى ورسوله وأبوا إلا ما كان عليه في الجاهلية ، والله سبحانه سماها
__________________
(١) سورة الأحزاب ، ٣٣.