عليهالسلام : اذهب إليه وقل له لا تخرج غدا فإنك إن خرجت غدا هزمت وقتل أصحابك
______________________________________________________
ومائتين إلى العراق فسيره الحسن بن سهل إلى المأمون بمرو ، فلما سار إلى المأمون صحبه إلى أن توفي في سنة ثلاث ومائتين بجرجان ، وصلى عليه المأمون ، انتهى كلام ابن الأثير.
وقال صاحب مقاتل الطالبيين : إن جماعة اجتمعوا مع محمد بن جعفر فقاتلوا هارون ابن المسيب بمكة قتالا شديدا ، وفيهم حسن بن حسن الأفطس ومحمد بن سليمان بن داود بن حسن بن الحسن ، ومحمد بن الحسن المعروف بالسباق وعلي بن الحسين بن عيسى بن زيد ، وعلي بن الحسين بن زيد ، وعلي بن جعفر بن محمد ، فقتلوا من أصحابه مقتلة عظيمة وطعنه خصي كان مع محمد بن جعفر فصرعه وكر أصحابه فتخلصوه ثم رجعوا فأقاموا مدة وأرسل هارون إلى محمد بن جعفر وبعث إليه ابن أخيه علي بن موسى الرضا عليهالسلام فلم يصغ إلى رسالته وأقام على الحرب ، ثم وجه إليه هارون خيلا فحاصرته في موضعه لأنه كان موضعا حصينا لا يوصل إليه ، فلما بقوا في الموضع ثلاثا ونفد زادهم وماءهم جعل أصحابه يتفرقون ويتسللون يمينا وشمالا ، فلما رأى ذلك لبس رداء ونعلا وصار إلى مضرب هارون فدخل إليه وسأله الأمان لأصحابه ففعل هارون ذلك ، هكذا ذكر النوفلي.
وأما محمد بن علي بن حمزة فإنه ذكر أن هذا كان من جهة عيسى الجلودي ، لا من جهة هارون ثم وجه إلى أولئك الطالبيين فحملهم مقيدين في محامل بلا وطاء ليمضي بهم إلى خراسان ، فخرجت عليهم بنو تيهان.
وقال النوفلي : خرج عليهم الغاضريون بزبالة فاستنقذوهم منه بعد حرب طويلة صعبة فمضوا هم بأنفسهم إلى الحسن بن سهل ، فأنفذهم إلى خراسان إلى المأمون فمات محمد بن جعفر هناك ، فلما أخرجت جنازته دخل المأمون بين عمودي السرير فحمله حتى وضع في لحده ، وقال : هذه رحم مجفوة منذ مائتي سنة ، وقضى دينه ، وكان عليه نحوا من ثلاثين ألف دينار ، انتهى.
قوله عليهالسلام : قل له ، يدل على جواز الكذب للمصلحة مع أنه يمكن أن