الحق سبيله الهدى ومأثرته المجد وصفته الحسنى فهو أبلج المنهاج مشرق المنار
______________________________________________________
العقلية والقياسات الفقهية ، وإن كان بعيدا.
« فذلك الحق » أي ما وصفت لك من صفة الإسلام حق ، أو ذلك إشارة إلى الإسلام ، أي فلما كان الإسلام متصفا بتلك الصفات فهو الحق الثابت الذي لا يتغير أو لا يشوبه باطل ، أو ذلك هو الحق الذي قال الله تعالى : « أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ » (١) وقوله : سبيله الهدى ، استيناف بياني أو الحق صفة لاسم الإشارة ، وسبيله الهدى خبره أي هذا الدين الحق الذي عرفت فوائده وصفاته سبيله الهدى كما قيل في قوله سبحانه : « أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ » (٢) وكأنه إشارة إليه أيضا ، والمراد بالهدي الهداية الربانية الموصلة إلى المطلوب.
« ومأثرته المجد » المأثرة بفتح الميم وسكون الهمزة وضم الثاء وفتحها واحدة المآثر ، وهي المكارم من الأثر وهو النقل والرواية لأنها تؤثر وتروى ، وفي القاموس : المكرمة المتوارثة ، والمجد نيل الكرم والشرف ، ورجل ماجد أي كريم شريف ، ويطلق غالبا على ما يكون بالآباء فكان المعنى أنه يصير سببا لمجد صاحبه حتى يسري في أعقابه أيضا « وصفته الحسنى » أي موصوف بأنه أحسن الأخلاق والأحوال والأعمال ، وفي المجالس بعد قوله : وجنة لمن صبر : الحق سبيله والهدى صفته ، والحسنى مأثرته ، وفي التحف فالإيمان أصل الحق وسبيله الهدى.
« فهو أبلج المنهاج » وفي المنهج : المناهج ، في القاموس : بلج الصبح أضاء وأشرق كابتلج وتبلج وأبلج ، وكل متضح أبلج ، والنهج والمنهج والمنهاج : الطريق الواضح ، وأنهج وضح وأوضح ، وفي النهج بعده : واضح الولائج ، أي
__________________
(١) سورة الرعد : ١٩.
(٢) سورة البقرة : ٥.