أرغم أنف المنافق وأمن كيده ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن شنئ الفاسقين
______________________________________________________
البغض ، يقال : شنئه كسمعه ومنعه شنأ مثلثة وشناءة وشنآنا وهذا أولى مراتب النهي عن المنكر ، وقيل : هو مقتضى الإيمان ويجب على كل حال ، وليس داخلا في النهي عن المنكر.
« شد ظهر المؤمن » وفي النهج ظهور المؤمنين وشد الظهر كناية عن التقوية كما أن قصم الظهر كناية عن ضدها ، والأمر بالمعروف يقوى المؤمن لأنه يريد ترويج شرائع الإيمان وعسى أن لا يتمكن منه « أرغم أنف المنافقين » وفي النهج أنوف المنافقين وإرغام الأنف كناية عن الإذلال ، وأصله إلصاق الأنف بالرغام وهو التراب ، ويطلق على الإكراه على الأمر ويقال : فعلته على رغم أنفه أي على كره منه ، والرغم مثلثة الكره ، والمنكر مطلوب للمنافقين والفساق الذين هم صنف منهم حقيقة ، والنهي عن المنكر يرغم أنوفهم « ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه » وفي سائر الكتب سوى الخصال : قضى ما عليه أي من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا لم يقدر على أكثر من ذلك أو من جميع التكاليف فإن الصدق في الإيمان والعقائد يقتضي العمل بجميع التكاليف فعلا وتركا أو لأنه يأتي بها لئلا يكون كاذبا إذا سئل عنها « ومن شنئ الفاسقين » المضبوط في النهج بكسر النون ، وفيه بعده : وغضب لله غضب الله له وأرضاه يوم القيامة ، ثم ذكر دعائم الكفر كما سيأتي في أبواب الكفر ، والكليني فرق الخبر على الأبواب.
ولنتمم كلام المحقق البحراني وإن لم يكن فيه كثير فائدة بعد ما ذكرنا ، قال بعد ما مر : وأما شعب هذه الدعائم فاعلم أنه جعل لكل دعامة منها أربع شعب من الفضائل بل تتشعب منها ، وتتفرع عليها فهي كالفروع لها والأغصان.
إما شعب الصبر الذي هو عبارة عن ملكة العفة فأحدها : الشوق إلى الجنة ومحبة الخيرات الباقية ، الثاني : الشفق وهو الخوف من النار وما يؤدي إليها ، الثالث : الزهد في الدنيا وهو الإعراض بالقلب عن متاعها وطيباتها ، الرابع