هن قال صدق البأس وصدق اللسان وأداء الأمانة وصلة الرحم وإقراء الضيف
______________________________________________________
الرسم ، قال في القاموس : البأس العذاب والشدة في الحرب ، بؤس ككرم بأسا فهو بئيس شجاع ، وبئس كسمع بؤسا اشتدت حاجته ، والتباؤس التفاقر وأن يرى تخشع الفقراء إخباتا وتضرعا ، انتهى.
وكأنه أخذه من المعنى الأخير ولا يخفى ما فيه ، وقال بعضهم : صدق البأس أي الخوف أو الخضوع أو الشدة والفقر ومنه « الْبائِسَ الْفَقِيرَ » أو القوة وصدق الخوف من المعصية بأن يتركها ، ومن التقصير في العمل بأن يسعى في كماله ، ومن عدم الوصول إلى درجة الأبرار بأن يسعى في اكتساب الخيرات ، وصدق الخضوع بأن يخضع لله لا لغيره ، وصدق الفقر بأن يترك عن نفسه هواها ومتمنياتها ، وصدق القوة بأن يصرفها في الطاعات ، انتهى.
وفي أكثرها تكلف مستغنى عنه.
« وأداء الأمانة » الأمانة ضد الخيانة وما يؤتمن عليه وكأنها تعم المال والعرض والسر وغيرها من حقوق الله وحقوق النبي والأئمة عليهمالسلام وسائر الخلق ، كما قال تعالى : « إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها » (١) وقد فسرت الأمانة في هذه الآية وغيرها بالودائع والتكاليف ، والإمامة والخلافة في أخبار كثيرة مر بعضها.
وفي النهاية قد تكرر في الحديث ذكر صلة الرحم وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والتعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم ، وكذلك إن بعدوا وأساءوا ، وقطع الرحم ضد ذلك كله ، يقال : وصل رحمه يصلها وصلا وصلة ، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة ، فكأنه بالإحسان إليهم وصل ما بينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر ، انتهى.
وشمولها للأصهار لا يخلو من نظر وإن كان حسنا.
« وإقراء الضيف » كذا في نسخ الكتاب وغيره إلا في رواية أخرى رواها الشيخ
__________________
(١) سورة النساء : ٥٧.